کد مطلب:90680 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:145

کلام له علیه السلام (130)-فی وقعة صفّین للمتخاذلین من أصحابه















إِنَّ هؤُلاَءِ الْقَوْمَ لَمْ یَكُونُوا لِیَفیئُوا[1] إِلَی الْحَقِّ، وَ لاَ لِیُجیبُوا إِلی كَلِمَةِ السَّوَاءِ بَیْنَنَا وَ بَیْنَهُمْ[2]،

[صفحه 658]

حَتَّی یُرْمَوْا بِالْمَنَاسِرِ تَتْبَعُهَا الْمَنَاسِرُ[3].

وَ حَتَّی[4] یُرْجَمُوا[5] بِالْكَتَائِبِ تَقْفُوهَا الْحَلاَئِبُ[6].

وَ حَتَّی یُجَرَّ بِبِلاَدِهِمُ الْخَمیسُ یَتْلُوهُ الْخَمیسُ.

وَ حَتَّی تَدْعَقَ الْخُیُولُ فی نَوَاحِرِ أَرْضِهِمْ، وَ بِأَعْنَانِ[7] مَسَارِبِهِمْ[8] وَ مَسَارِحِهِمْ.

وَ حَتَّی تُشَنَّ الْغَارَاتُ عَلَیْهِمْ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمیقٍ، وَ تَخْفِقَ عَلَیْهِمُ الرَّایَاتُ.

وَ حَتَّی یَلْقَاهُمْ قَوْمٌ صُدُقٌ صُبُرٌ، لاَ یَزیدُهُمْ هَلاَكُ مَنْ هَلَكَ مِنْ قَتْلاَهُمْ وَ مَوْتَاهُمْ فی سَبیلِ اللَّهِ،

إِلاَّ جِدّاً فی طَاعَةِ اللَّهِ، وَ حِرْصاً عَلی لِقَاءِ اللَّهِ.

وَ اللَّهِ[9] لَقَدْ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ نَقْتُلُ آبَاءَنَا وَ أَبْنَاءَنَا وَ إِخْوَانَنَا وَ أَخْوَالَنَا وَ أَعْمَامَنَا، وَ أَهْلَ بُیُوتَاتِنَا، ثُمَّ[10] مَا یَزیدُنَا ذَلِكَ إِلاَّ إیمَاناً وَ تَسْلیماً، وَ مُضِیّاً عَلَی اللَّقَمِ،

وَ صَبْراً عَلی مَضَضِ[11] الأَلَمِ، وَ جِدّاً فی جِهَادِ الْعَدُوِّ، وَ اسْتِقْلاَلاً بِمُبَارَزَةِ الأَقْرَانِ[12].

وَ لَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ مِنَّا وَ الآخَرُ مِنْ عَدُوِّنَا یَتَصَاوَلاَنِ تَصَاوُلَ الْفَحْلَیْنِ، یَتَخَالَسَانِ أَنْفُسَهُمَا أَیُّهُمَا یَسْقی صَاحِبَهُ كَأْسَ الْمَنُونِ.

فَمَرَّةً لَنَا مِنْ عَدُوِّنَا، وَ مَرَّةً لِعَدُوِّنَا مِنَّا.

[صفحه 659]

فَلَمَّا رَأَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ[13] صِدْقَنَا[14] أَنْزَلَ بِعَدُوِّنَا الْكَبْتَ، وَ أَنْزَلَ عَلَیْنَا النَّصْرَ، حَتَّی اسْتَقَرَّ الإِسْلاَمُ مُلْقِیاً جِرَانَهُ، وَ مُتَبَوِّئاً أَوْطَانَهُ.

وَ قَدْ بَلَغْتُمْ مِنْ كَرَامَةِ اللَّهِ تَعَالی لَكُمْ مَنْزِلَةً تُكْرَمُ بِهَا إِمَاؤُكُمْ، وَ تُوصَلُ بِهَا جیرَانُكُمْ،

وَ یُعَظِّمُكُمْ مَنْ لاَ فَضْلَ لَكُمْ عَلَیْهِ، وَ لاَ یَدَ لَكُمْ عِنْدَهُ، وَ یَهَابُكُمْ مَنْ لاَ یَخَافُ لَكُمْ سَطْوَةً، وَ لاَ لَكُمْ عَلَیْهِ إِمْرَةٌ، فَلاَ أَمْوَالَ بَذَلْتُمُوهَا لِلَّذی رَزَقَهَا، وَ لاَ أَنْفُسَ خَاطَرْتُمْ بِهَا لِلَّذی خَلَقَهَا.

تَكْرُمُونَ بِاللَّهِ عَلی عِبَادِهِ، وَ لاَ تُكْرِمُونَ اللَّهَ فی عِبَادِهِ.

وَ لَعَمْری لَوْ كُنَّا، حینَ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَ تُصیبُنَا الشَّدَائِدُ وَ الأَذی وَ الْبَأْسُ[15]، نَأْتی مِثْلَ[16] مَا أَتَیْتُمُ الْیَوْمَ[17]، مَا قَامَ لِلدّینِ عَمُودٌ، وَ لاَ اخْضَرَّ لِلإِیمَانِ عُودٌ،

وَ لاَ عَزَّ الإِسْلاَمُ.

وَ قَدْ تَرَوْنَ عُهُودَ اللَّهِ مَنْقُوضَةً فَلاَ تَغْضَبُونَ، وَ أَنْتُمْ لِنَقْضِ ذِمَمِ آبَائِكُمْ تَأْنَفُونَ.

وَ كَانَتْ أُمُورُ اللَّهِ عَلَیْكُمْ تَرِدُ، وَ عَنْكُمْ تَصْدُرُ، وَ إِلَیْكُمْ تَرْجِعُ، فَمَكَّنْتُمُ الظَّلَمَةَ مِنْ مَنْزِلَتِكُمْ،

وَ أَلْقَیْتُمْ إِلَیْهِمْ أَزِمَّتَكُمْ، وَ أَسْلَمْتُمْ أُمُورَ اللَّهِ فی أَیْدیهِمْ، یَعْمَلُونَ[18] بِالشُّبُهَاتِ، وَ یَسیرُونَ فِی الشَّهَوَاتِ.

وَ أَیْمُ اللَّهِ لَتَحْتَلِبُنَّهَا دَماً، وَ لَتُتْبِعُنَّهَا حَسْرَةً وَ[19] نَدَماً، فَاحْفَظُوا مَا أَقُولُ لَكُمْ وَ اذْكُرُوهُ.

ثم خاطب علیه السلام القلّة الذین لم یرضوا بالصلح قائلاً:

یَا قَوْمِ، قَدْ تَرَوْنَ خِلاَفَ أَصْحَابِكُمْ، وَ أَنْتُمْ قَلیلٌ فی كَثیرٍ.

[صفحه 660]

وَ لَئِنْ عُدْتُمْ إِلَی الْحَرْبِ لَیَكُونُنَّ هؤُلاَءِ أَشَدَّ عَلَیْكُمْ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، فَإِذَا اجْتَمَعُوا وَ اَهْلِ الشَّامِ عَلَیْكُمْ أَفْنَوْكُمْ.

وَ اللَّهِ مَا رَضیتُ مَا كَانَ وَ لاَ هَوَیْتُهُ، وَ لاَ أَحْبَبْتُ أَنْ تَرْضَوْا، وَ لكِنّی مِلْتُ إِلَی الْجُمْهُورِ مِنْكُمْ خَوْفاً عَلَیْكُم.


وَ مَا أَنَا إِلاَّ مِنْ غَزِیَّةَ، إِنْ غَوَتْ
غَوَیْتُ، وَ إِنْ تَرْشُدْ غَزِیَّةُ أَرْشُدِ


وَ اللَّهِ مَا حَكَّمْتُ مَخْلُوقاً، وَ إِنَّمَا حَكَّمْتُ الْقُرْآنَ.

وَ لَوْ لاَ أَنّی غُلِبْتُ عَلی أَمْری، وَ خُولِفْتُ فی رَأْیی، لَمَا رَضیتُ أَنْ تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا بَیْنی وَ بَیْنَ أَهْلِ حَرْبِ اللَّهِ حَتَّی أُعْلِیَ كَلِمَةَ اللَّهِ، وَ أَنْصُرَ دینَ اللَّهِ، وَ لَوْ كَرِهَ الْجَاهِلُونَ وَ الْكَافِرُونَ[20].


صفحه 658، 659، 660.








    1. لینیبوا. ورد فی السقیفة ص 147. و الإرشاد ص 142. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 227 و 469. و منهاج البراعة ج 15 ص 345. و نهج السعادة ج 2 ص 257.
    2. ورد فی المصادر السابقة. و صفین ص 520. و شرح ابن أبی الحدید ج 2 ص 239. و شرح ابن میثم ج 2 ص 146. باختلاف.
    3. العساكر تتبعها العساكر. ورد فی السقیفة ص 147. و شرح ابن أبی الحدید ج 2 ص 239. و شرح ابن میثم ج 2 ص 146. و منهاج البراعة ج 15 ص 345.
    4. ورد فی المصادر السابقة. و صفین ص 520. و الإرشاد ص 142. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 227 و 469. و نهج السعادة ج 2 ص 257.
    5. یزحموا. ورد فی
    6. الجلائب. ورد فی نسخة العام 400 ص 147. و نسخة ابن المؤدب ص 105. و نسخة العطاردی ص 144 عن نسخة السرخسی.
    7. بأحناء. ورد فی وقعة صفین ص 520. و منهاج البراعة ج 15 ص 345. و نهج السعادة ج 2 ص 257.
    8. مشاربهم. ورد فی نسخة ابن المؤدب ص 105. و نسخة نصیری ص 67.
    9. ورد فی السقیفة ص 147. و صفین ص 520. و الإرشاد ص 142. و شرح ابن أبی الحدید ج 2 ص 239. و شرح ابن میثم ج 2 ص 146. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 227 و 469. و منهاج البراعة ج 15 ص 345. و نهج السعادة ج 2 ص 257.
    10. ورد فی السقیفة ص 148. و تذكرة الخواص ص 109. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 227. باختلاف بین المصادر.
    11. أمضّ. ورد فی وقعة صفین ص 520. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 469. و منهاج البراعة ج 15 ص 345.
    12. ورد فی السقیفة ص 147. و صفین ص 521. و شرح ابن أبی الحدید ج 2 ص 240. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 227. و نهج السعادة ج 2 ص 259.
    13. سبحانه. ورد فی نسخة العام 400 الموجودة فی المكتبة الظاهریة ص 56.
    14. رآنا اللَّه صبرا صدقا. ورد فی السقیفة ص 147. و صفین ص 521. و الإرشاد للمفید ص 143. و شرح ابن أبی الحدید ج 2 ص 240. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 227. و منهاج البراعة ج 15 ص 345. و نهج السعادة ج 2 ص 259.
    15. ورد فی السقیفة لسلیم بن قیس ص 148. و البحار للمجلسی ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 227.
    16. ورد فی وقعة صفین للمنقری ص 521. و منهاج البراعة للخوئی ج 15 ص 346. و نهج السعادة للمحمودی ج 2 ص 259.
    17. ورد فی السقیفة لسلیم بن قیس ص 148. و البحار للمجلسی ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 227.
    18. تعملون... و تسیرون. ورد فی نسخة ابن المؤدب ص 86.
    19. ورد فی السقیفة لسلیم بن قیس ص 148. و البحار للمجلسی ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 227.
    20. ورد فی السقیفة ص 148. و صفین ص 521. و أنساب الأشراف ج 2 ص 338. و الإرشاد ص 143. و شرح ابن أبی الحدید ج 2 ص 240. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 227. و منهاج البراعة ج 15 ص 346. و نهج السعادة ج 2 ص 259 و ص 268.

      باختلاف بین المصادر.