کد مطلب:90680 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:145
[صفحه 658] حَتَّی یُرْمَوْا بِالْمَنَاسِرِ تَتْبَعُهَا الْمَنَاسِرُ[3]. وَ حَتَّی[4] یُرْجَمُوا[5] بِالْكَتَائِبِ تَقْفُوهَا الْحَلاَئِبُ[6]. وَ حَتَّی یُجَرَّ بِبِلاَدِهِمُ الْخَمیسُ یَتْلُوهُ الْخَمیسُ. وَ حَتَّی تَدْعَقَ الْخُیُولُ فی نَوَاحِرِ أَرْضِهِمْ، وَ بِأَعْنَانِ[7] مَسَارِبِهِمْ[8] وَ مَسَارِحِهِمْ. وَ حَتَّی تُشَنَّ الْغَارَاتُ عَلَیْهِمْ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمیقٍ، وَ تَخْفِقَ عَلَیْهِمُ الرَّایَاتُ. وَ حَتَّی یَلْقَاهُمْ قَوْمٌ صُدُقٌ صُبُرٌ، لاَ یَزیدُهُمْ هَلاَكُ مَنْ هَلَكَ مِنْ قَتْلاَهُمْ وَ مَوْتَاهُمْ فی سَبیلِ اللَّهِ، إِلاَّ جِدّاً فی طَاعَةِ اللَّهِ، وَ حِرْصاً عَلی لِقَاءِ اللَّهِ. وَ اللَّهِ[9] لَقَدْ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ نَقْتُلُ آبَاءَنَا وَ أَبْنَاءَنَا وَ إِخْوَانَنَا وَ أَخْوَالَنَا وَ أَعْمَامَنَا، وَ أَهْلَ بُیُوتَاتِنَا، ثُمَّ[10] مَا یَزیدُنَا ذَلِكَ إِلاَّ إیمَاناً وَ تَسْلیماً، وَ مُضِیّاً عَلَی اللَّقَمِ، وَ صَبْراً عَلی مَضَضِ[11] الأَلَمِ، وَ جِدّاً فی جِهَادِ الْعَدُوِّ، وَ اسْتِقْلاَلاً بِمُبَارَزَةِ الأَقْرَانِ[12]. وَ لَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ مِنَّا وَ الآخَرُ مِنْ عَدُوِّنَا یَتَصَاوَلاَنِ تَصَاوُلَ الْفَحْلَیْنِ، یَتَخَالَسَانِ أَنْفُسَهُمَا أَیُّهُمَا یَسْقی صَاحِبَهُ كَأْسَ الْمَنُونِ. فَمَرَّةً لَنَا مِنْ عَدُوِّنَا، وَ مَرَّةً لِعَدُوِّنَا مِنَّا. [صفحه 659] فَلَمَّا رَأَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ[13] صِدْقَنَا[14] أَنْزَلَ بِعَدُوِّنَا الْكَبْتَ، وَ أَنْزَلَ عَلَیْنَا النَّصْرَ، حَتَّی اسْتَقَرَّ الإِسْلاَمُ مُلْقِیاً جِرَانَهُ، وَ مُتَبَوِّئاً أَوْطَانَهُ. وَ قَدْ بَلَغْتُمْ مِنْ كَرَامَةِ اللَّهِ تَعَالی لَكُمْ مَنْزِلَةً تُكْرَمُ بِهَا إِمَاؤُكُمْ، وَ تُوصَلُ بِهَا جیرَانُكُمْ، وَ یُعَظِّمُكُمْ مَنْ لاَ فَضْلَ لَكُمْ عَلَیْهِ، وَ لاَ یَدَ لَكُمْ عِنْدَهُ، وَ یَهَابُكُمْ مَنْ لاَ یَخَافُ لَكُمْ سَطْوَةً، وَ لاَ لَكُمْ عَلَیْهِ إِمْرَةٌ، فَلاَ أَمْوَالَ بَذَلْتُمُوهَا لِلَّذی رَزَقَهَا، وَ لاَ أَنْفُسَ خَاطَرْتُمْ بِهَا لِلَّذی خَلَقَهَا. تَكْرُمُونَ بِاللَّهِ عَلی عِبَادِهِ، وَ لاَ تُكْرِمُونَ اللَّهَ فی عِبَادِهِ. وَ لَعَمْری لَوْ كُنَّا، حینَ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَ تُصیبُنَا الشَّدَائِدُ وَ الأَذی وَ الْبَأْسُ[15]، نَأْتی مِثْلَ[16] مَا أَتَیْتُمُ الْیَوْمَ[17]، مَا قَامَ لِلدّینِ عَمُودٌ، وَ لاَ اخْضَرَّ لِلإِیمَانِ عُودٌ، وَ لاَ عَزَّ الإِسْلاَمُ. وَ قَدْ تَرَوْنَ عُهُودَ اللَّهِ مَنْقُوضَةً فَلاَ تَغْضَبُونَ، وَ أَنْتُمْ لِنَقْضِ ذِمَمِ آبَائِكُمْ تَأْنَفُونَ. وَ كَانَتْ أُمُورُ اللَّهِ عَلَیْكُمْ تَرِدُ، وَ عَنْكُمْ تَصْدُرُ، وَ إِلَیْكُمْ تَرْجِعُ، فَمَكَّنْتُمُ الظَّلَمَةَ مِنْ مَنْزِلَتِكُمْ، وَ أَلْقَیْتُمْ إِلَیْهِمْ أَزِمَّتَكُمْ، وَ أَسْلَمْتُمْ أُمُورَ اللَّهِ فی أَیْدیهِمْ، یَعْمَلُونَ[18] بِالشُّبُهَاتِ، وَ یَسیرُونَ فِی الشَّهَوَاتِ. وَ أَیْمُ اللَّهِ لَتَحْتَلِبُنَّهَا دَماً، وَ لَتُتْبِعُنَّهَا حَسْرَةً وَ[19] نَدَماً، فَاحْفَظُوا مَا أَقُولُ لَكُمْ وَ اذْكُرُوهُ. ثم خاطب علیه السلام القلّة الذین لم یرضوا بالصلح قائلاً: یَا قَوْمِ، قَدْ تَرَوْنَ خِلاَفَ أَصْحَابِكُمْ، وَ أَنْتُمْ قَلیلٌ فی كَثیرٍ. [صفحه 660] وَ لَئِنْ عُدْتُمْ إِلَی الْحَرْبِ لَیَكُونُنَّ هؤُلاَءِ أَشَدَّ عَلَیْكُمْ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، فَإِذَا اجْتَمَعُوا وَ اَهْلِ الشَّامِ عَلَیْكُمْ أَفْنَوْكُمْ. وَ اللَّهِ مَا رَضیتُ مَا كَانَ وَ لاَ هَوَیْتُهُ، وَ لاَ أَحْبَبْتُ أَنْ تَرْضَوْا، وَ لكِنّی مِلْتُ إِلَی الْجُمْهُورِ مِنْكُمْ خَوْفاً عَلَیْكُم. وَ مَا أَنَا إِلاَّ مِنْ غَزِیَّةَ، إِنْ غَوَتْ وَ اللَّهِ مَا حَكَّمْتُ مَخْلُوقاً، وَ إِنَّمَا حَكَّمْتُ الْقُرْآنَ. وَ لَوْ لاَ أَنّی غُلِبْتُ عَلی أَمْری، وَ خُولِفْتُ فی رَأْیی، لَمَا رَضیتُ أَنْ تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا بَیْنی وَ بَیْنَ أَهْلِ حَرْبِ اللَّهِ حَتَّی أُعْلِیَ كَلِمَةَ اللَّهِ، وَ أَنْصُرَ دینَ اللَّهِ، وَ لَوْ كَرِهَ الْجَاهِلُونَ وَ الْكَافِرُونَ[20].
إِنَّ هؤُلاَءِ الْقَوْمَ لَمْ یَكُونُوا لِیَفیئُوا[1] إِلَی الْحَقِّ، وَ لاَ لِیُجیبُوا إِلی كَلِمَةِ السَّوَاءِ بَیْنَنَا وَ بَیْنَهُمْ[2]،
غَوَیْتُ، وَ إِنْ تَرْشُدْ غَزِیَّةُ أَرْشُدِ
صفحه 658، 659، 660.
باختلاف بین المصادر.